"الإيكريسات" تقترح محاصيل بديلة للتخفيف من أزمة الغذاء في إفريقيا

تمتلك المحاصيل -مثل الذرة الرفيعة والدخن اللؤلؤي والفول السوداني- المزروعة والمستهلكة تقليديًا في إفريقيا، إمكانات هائلة لتقليل تأثير نقص القمح وزيت الطعام الناجم عن الصراع بين أوكرانيا وروسيا، وفقا للمعهد الدولي لبحوث المحاصيل للمناطق الاستوائية شبه القاحلة ICRISAT.

وأشار بيان نشره الموقع الرسمي لـ ICRISAT إلى أن اعتماد إفريقيا الكبير على واردات القمح وزيوت الطعام من روسيا وأوكرانيا، أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء الناجمة عن تداعيات تفشي وباء كوفيد-19، وزيادة أسعار الغذاء العالمية، وإنتاج محاصيل دون المستوى، وزيادة تكاليف النقل، واضطرابات سلسلة التوريد.

وقال البيان من خلال 50 عامًا من الخبرة والخبرة التي يتمتع بها ICRISAT في أنظمة الأغذية الزراعية في الأراضي الجافة، يمكن مضاعفة إنتاج محاصيل الذرة الرفيعة والدخن اللؤلؤي أو مضاعفته 3 مرات في إفريقيا مع التخطيط في الوقت المناسب لمواسم المحاصيل القادمة.

ويمكن أن يساهم الترويج للأصناف المحسّنة عالية الإنتاجية من الفول السوداني التي تأتي مع فوائد صحية إضافية في زيادة استخدام زيت الطهي المفضل تقليديًا.

القمح

ويُستهلك القمح على نطاق واسع في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وتعتمد الدول على الواردات لتلبية الطلب والحاجة إلى القمح، علاوة على ذلك، تقدم دول مثل المغرب ومصر والسودان إعانات الخبز للتخفيف من الجوع وسوء التغذية.

وبين عامي 2000 و2009، في إفريقيا جنوب الصحراء وحدها، زاد استهلاك القمح بمعدل 0.35 كجم / سنة، متجاوزًا الذرة والأرز.

وبين عامي 2018 و2020، استوردت إفريقيا 3.7 مليار دولار من القمح (32% من إجمالي واردات القارة من القمح) من روسيا و1.4 مليار دولار أخرى من أوكرانيا (12% من واردات القارة من القمح).

وخلال العام التجاري 2020/2021، بلغت واردات إفريقيا من القمح 54.8 مليون طن متري، في حين بلغ الإنتاج القاري من القمح 25.7 مليون طن متري، تعتبر منتجات روسيا وأوكرانيا أكثر جاذبية للدول منخفضة الدخل لأنها أرخص بكثير من المنتجات من البلدان المتقدمة.

دوار الشمس

خلال عام 2020، استوردت إفريقيا 1.16 مليون طن من زيت دوار الشمس بنسبة 7% من واردات زيت دوار الشمس العالمية، حيث تعتمد بعض البلدان مثل بوتسوانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإسواتيني وليسوتو ومدغشقر وموزمبيق وناميبيا على الواردات بنسبة تزيد على 95%.

ارتفاع الأسعار

وصلت أسعار المواد الغذائية وزيت الطعام في الأسواق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسجلت منظمة الأغذية والزراعة زيادة في أسعار المواد الغذائية بنسبة 12.6% مقارنة بشهر فبراير، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس، مع ارتفاع أسعار الحبوب والزيوت النباتية.

وتعطلت سلاسل الإمداد الغذائي القائمة على القمح، وبحلول 22 مارس 2022، ارتفعت أسعار القمح العالمية بنسبة 19%، كما سجل مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية ارتفاعا قياسيا بلغ 201.7 نقطة في فبراير، مدعوما بارتفاع أسعار النخيل وفول الصويا وزيت عباد الشمس.

الفول السوداني

يعد الفول السوداني هو زيت طعام مهم ومحصول غذائي يزرع في العديد من المقاطعات في إفريقيا، ونيجيريا هي ثالث أكبر دولة منتجة للفول السوداني ودول أخرى مهمة هي السنغال وغانا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وملاوي والسودان وغيرها.

والفول السوداني هو من البقوليات ولا يتطلب كميات كبيرة من الأسمدة النيتروجينية لأنه يثبت النيتروجين بيولوجيًا في التربة، يمكن أن يساهم التوسع في زراعة الفول السوداني كمحصول وحيد ومتداخل وفي تناوب المحاصيل في سلة زيت الطعام المحلي في إفريقيا.

الحل المستدام

ويتطلب تنفيذ الحل المذكور أعلاه استعدادات ابتكارية مشتركة تشمل جميع الأطراف المعنية، مثل المزارعين والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية ذات الصلة مثل ICRISAT والحكومات المحلية والعديد من الجهات المانحة الأخرى. 

هناك حاجة ماسة لمثل هذا الجهد الدولي لتعزيز الإنتاج المحلي من حبوب الدخن في هذه البلدان، ويمكن لخبرة ICRISAT في تقنيات إنتاج الدخن والفول السوداني والمهارات المثبتة في تعزيز سلاسل القيمة الغذائية للدخن ووجودها المادي في العديد من هذه البلدان أن تلعب دورًا محوريًا في التخطيط لزيادة المساحات المزروعة بالدخن في العامين المقبلين وما بعدهما، للتخفيف من أزمة الغذاء وزيت الطعام التي تلوح في الأفق في إفريقيا.

ويمكن لـ ICRISAT مع شركائها ترتيب البذور المطلوبة لهذه الخطة، ويمكن تحسين الإنتاج الداخلي للدخن والفول السوداني في هذه البلدان باستخدام صناعة البذور الفعالة وممارسات الإدارة الزراعية ضمن هيكلة فعالة لبيئة الإنتاج من أجل زيادة التأثير، يمكن اتخاذ خطوات تكتيكية لتوسيع نطاق هذا المسعى من خلال إشراك القطاعين العام والخاص.

يذكر أن المعهد الدولي لبحوث المحاصيل للمناطق الاستوائية شبه القاحلة ICRISAT هو منظمة دولية تقوم بإجراء البحوث الزراعية من أجل التنمية الريفية ومقرها في باتانتشو مع العديد من المراكز الإقليمية.